مع كل مذبحة
Ma'a Kulli Madzbahah



مَعَ كُلِّ مَذْبَحَةٍ تَجِدُّ ، وَلاَ جَوَابَ سِوَى الْعَوِيْل
مَعَ كُلِّ جُرْحٍ ، فِي جَوَانِحِ أُمَّتِي أَبَدًا يَسِيل
مَعَ كُلِّ تَشْرِيْدٍ لِشَعْبٍ ، صَارَ جَلْدًا لِلطُّبُوْل
يَأْتِي يُسَائِلُنِي صَدِيقٌ مِنْ بِلاَدِي ، مَا السَّبِيل؟

****

كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى كَرَامَتِنَا ، إِلَى الْمَجْدِ اْلأَثِيْل؟
كَيْفَ السَّبِيلُ إِلَى الْخَلِيلِ ، إِلَى الْمُثَلَّثِ ، وَ الْجَلِيْل؟
كَيْفَ السَّبِيلُ لِحَرْثِ غَرْقَدِهِمْ ، وَإِنْبَاتِ النَّخِيْل؟
كَيْفَ السَّبِيلُ لِطَعْنَةِ الْخِنْزِيْرِ، وَالْقِرْدِ الدَّخِيْل؟

****

لاَ تَنْصَحَنْنِي بِالسُّكُوتِ الزَّائِفِ الْهَشِّ الْعَمِيْل
تَبْقَى شِعَارَاتُ الصُّمُودِ سَلِيْمَةً ، وَأَنَا الْقَتِيْل
تَبْقَى شِعَارَاتُ الصُّمُودِ تَخُوْنُنَا، أَيْنَ الْعُقُوْل؟
لاَ تَنْصَحَنْنِي بِالرُّكُوْنِ لِكُلِّ مَهْزُوْمٍ أَسِيْر

****

شَرِبُوْا دِمَائِي مِنْ عُرُوْقِي نَخْبَ سَلْمِهِمُ الذَّلِيْل
رَسَمُوا طَرِيْقَ الْقُدْسِ مِنْ صَنْعَاءَ حَتَّى الدَّرْدَنِيْل
مَرْمَى الْحَصَى عَنْكُمْ أَرِيْحَا ، لاَ تَدُوْرُ أَلْفَ مِيْل
فَلَمَسْتُ قَلْبَ مُحَدِّثِي، وَهَتَفْتُ مِنْ قَلْبٍ عَلِيْل
قَلْبٌ مَلِيْئٌ بِاْلأَسَى ، وَحَدِيْثُ مَأْسَاتِي يَطُوْل

****

أَسْمَعْتُهُ آيَاتِ قُرْآنٍ بِتَرْتِيْلٍ جَمِيْل
حَدَّثْتُهُ عَنْ قِصَّةِ التَّحْرِيْرِ، جِيْلٌ بَعْدَ جِيْل
وَوَقَفْتُ فِي "حِطِّيْنَ" أَقْطُفُ زَهْرَةَ اْلأَمَلِ النَّبِيْل
وَرَأَيْتُ فِي "جَالُوْتَ" مَاءَ "النِّيْلِ" يَبْتَلِعُ الْمَغُوْل
بِكَتَائِبِ اْلإِيْمَان ، بِكَتَائِبِ اْلإِيْمَان ، بِكَتَائِبِ اْلإِيْمَان

****

بِكَتَائِبِ اْلإِيْمَانِ جَنْبَ الْمُصْحَفِ الْهَادِي الدَّلِيْل
تَمْضِيْ كَتَائِبُنَا مَعَ الْفَجْرِ الْمُجَلْجَلِ بِالْصَهِيْل
نَمْضِيْ وَلاَ نَرْضَى صَلاَةَ الْعَصْرِ إِلاَّ بِالْخَلِيْل
هَذَا السَّبِيْل ، وَلاَ سَبِيْلَ سِوَاهُ إِنْ تَبْغِ الْوُصُوْل
هَذَا السَّبِيْل ، وَإِنْ بَدَا مِنْ صَاحِبِ النَّظَرِ الْكَلِيْل
دَرْبًا طَوِيْلاً شَائِكًا ، أَوْ شِبْهَ دَرْبٍ مُسْتَحِيْل
لاَ دَرْبَ يُوْصِلُ غَيْرَهُ ، مَعَ أَنَّهُ دَرْبٌ طَوِيْل



Download

[DOWNLOAD]