قَدْ كَانَ الْعَيْشُ هُنَا أَمْنٌ.. وَالْبَسْمَةُ دَوْمًا تَتَهَادَى
وَنَسِيمُ الصُّبْحِ يُصَافِحُنَا.. بِـلُحُونِ سَلاَمٍ تَتَنَادَى
وَهُنَاكَ حَيَاةٌ لِي أُخْرَى.. فِي حُضْنِكِ أَجِدُ اْلإِسْعَادَ
وَأَنَـامُ وَنَفْـسِـي هَـادِئَـةٌ.. وَالْحُلْمُ أَثِيراً يَتَمَادَى
وَصَحَوْتُ وَصَوْتٌ أَرْعَبَنِي.. يَتَنَضَّحُ غِلاًّ أَحْقَادَا
نَــــارٌ وَدَمَـــارٌ وَدِمَــــاءٌ.. وَحُطَامٌ يَكْتَشِحُ سَوَادَا
أُمَّـاهُ عِـرَاقِي يَحْتَضِرُ.. أَصْلَوْهُ حُرُوبَا وَفَسَادَا
أُمَّاهُ وَقَوْمِي فِي وَسَـنٍ.. مَا لْخَطْبُ أَجَهِلُوا مَنْ عَادَ
هَلْ يَبْقَى حِضْنُكِ لِي مَأْوَى.. أَمْ قَصْفُ الْحَرْبِ سَيَخْنُقُنِي
هَلْ بَـاتَ أَمَانِـي فِـي بَلَدِي.. خَــوْفًا وَرُهَـابـًـا يَلْحَقُنِي
هَلْ أَحْـيَـا عَيْشِـي بِـسَـلاَمٍ.. أَمْ يَبْقَى الرُّعْبُ يُرَافِقُنِي
أَسْـئِـلَـةٌ يَـا أُمِّـي حَـيْــرَى.. فِي الْجَوْفِ تَضَرَّمُ تُحْرِقُنِي
مَا ذَنْبِي قُولِي يَا أُمِّي.. وَلِمَاذَا الغَادِرُ يُزْهِقُنِي
لَـيْلِي يَـا أُمِّـي أَحْـلاَمُ.. وَأَرَاهَا بِدَمِهَا تُغْرِقُنِي
وَنَهَارِي فَزَعٌ مِنْ آتٍ.. هَمُّ المَأْسَاةِ يُلاَحِقُنِي
أَحْلاَمُ صِبَايَا تَـتَـنَامَا.. يَقْتُلُهَا خَوْفٌ يُقْلِقُنِي
فِي الْبَابِ وَقَفْتُ وَسُلْوَانِي.. رَبَّــاهُ دُعَـاكَ فَأَمِّـنَّـا
وَاحْفَظْنَا رَبِّـي مِـنْ سُـوءٍ.. وَاصْرِفْ أَشْرَارَهُمُ عَنَّا
عَـلِّـمْـنَـا نَـخْـضَـعُ لِلْبَـأْسَ.. لِلذَّنْبِ دُهُورًا قَدْ كُنَّا
غُفْرَانَكَ فَاغْفِرْ وَارْحَمْنَـا.. مَنْ مِنَّا يُعْصَمُ مَنْ مِنَّا ؟